علاج الحسد والعين
علاج الحسد والعين هو تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها.
قال تعالى: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» (الفلق: 5).
هل العين حق؟
وردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي:
مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في “صحيحه”
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»،
وفي “الصحيحين” من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
“أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين”.
قال الإمام النووي في “شرحه على مسلم”: «فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة.. ومعناه:
أَنَّ الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلَّا على حسب ما قَدَّرها الله تعالى، وسبق بها علمه، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلَّا بقدر الله تعالى.
وفيه صحة أمر العين، وأنها قوية الضرر».وذكر الإمام ابن حجر في “فتح الباري”: «الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به
إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية».
كيفية علاج المحسود بدعاء نبوي
أوضح الشيخ الراقي الشرعي، عمرو الليثي، كيفية علاج المحسود لأهل بيته، منوهًا بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض بعض أهله يضع يده اليمنى على رأسه ويقول
«اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، واشْفِ، أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَمًا».
واستشهد «الليثي» في تصريح له، بما روي عن أَنسٍ رضي اللَّه عنه أَنه قال لِثابِتٍ رحمه اللَّه:
أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم؟ قال بَلى قال: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَأسِ، اشْفِ أَنتَ الشَّافي، لا شافي إِلاَّ أَنْتَ، شِفاءً لا يُغادِر سَقَمًا». رواه البخاري علاج الحسد والعين