علاج الحسد ومدى تأثيره
علاج الحسد ومدى تأثيره
علاج الحسد ومدى تأثيره السؤال:
أول سؤال يختص بالموضوع: من أمراض القلب الحسد، ما مدى تأثير الحسد على المحسود؟ وكيف يتخلص المحسود من ذلك؟
وكذلك الحاسد كيف يتخلص من هذا المرض؟
هذا السؤال عن الحسد، ذكر الله في كتابه العظيم دواء له: وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:5]
فالمؤمن يسأل ربه العافية من الحاسدين، والظالمين، وجميع المجرمين، يسأل ربه العافية من جميع الشرور، ومن شر الناس، كما أوصاه الله بذلك قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] إلى آخرها؛ فيستعيذ بالله من شر الناس، ومن شر الحاسدين، ومن شر كل ظالم.
والحاسد يبدأ بنفسه، فيضرها، الحاسد يضر نفسه أولاً؛ فإنه يصيبه من الهم، والغم، والتأذي بنعم الله على عباده ما يضر به، نفسه -نسأل الله العافية- وهو لا يضر المحسود، بل يضر نفسه، ويروى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال في دواء الحسد: إذا حسدت؛ فلا تحقق يعني لا تعمل عملاً يضر المحسود، فالإنسان إذا حسد؛ فليتب إلى الله، وليرجع عما في نفسه، ولا يعمل ما يضر المحسود.
بعض الناس قد يحسد، ولكن لا يكتفي بالحسد، بل يسعى في ضرر المحسود، يؤذيه بكلامه، أو بالسعي في إزالته عن وظيفته، أو السعي فيما يضر في نفسه، وفي بدنه، أو في دينه، هذا من جهة الحسد، يجمع بين الحسد، والظلم يظلمه زيادة على حسده إياه، إذا حسده على وظيفة، أو على صحة، أو على علم، أو على غير ذلك سعى في إزالة هذه النعمة العظيمة، يسعى في إزالتها عن المحسود ظلمًا، وعدوانًا، نسأل الله العافية.
فطريق السلامة من ذلك أن تمنع نفسك من هذا، وأن تذكرها بالله، وأن تعرض عن الحسد، وتعلم أنه منكر عليك،
علاج الحسد ومدى تأثيره
وأنه ظلم منك لعباد الله، واعتراض على الله هو الذي ينعم على عباده، هو الذي قسم رزقه بين عباده، فما الداعي إلى أن تحسد فلانًا؛ لأن الله أعطاه مالاً، أو أعطاه علمًا، أو أعطاه وظيفة مناسبة، أو أعطاه غير ذلك مما أباح الله، لماذا تحسده؟! الله الذي قسم الأرزاق بين عباده فهذا اعتراض منك على ربك، وسوء ظن منك بربك، فسل ربك العافية، واحذر شر نفسك، وشيطانك،ونفسك الأمارة بالسوء، ولا تحقق حسدك بالظلم.
أما المحسود فلا يضره حسد الحاسد، لا يضره إلا إذا سعى في ظلمه، وإيذائه، فليدافع عن نفسه إذا سعى في ظلمه بكلام، أو فعال، أو عزل عن وظيفة، أو كذب عليه، أو ما أشبه ذلك، فليعالج الموضوع بما يزيل بما فعله الظالم، والله المستعان.
وفي الحديث: إياكم والحسد؛ فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب نسأل الله العافية.