أنواع الجن المارد
أنواع الجن المارد
أنواع الجن المارد إن من الجن من هو كافر بالله ومن هو مؤمن، وذلك جعلهم يختلفون في عقائدهم، فالكافر منهم قد وصف بصفات عدة في القرآن الكريم، ولهؤلاء الشياطين صفة المارد، فعندما نقول شيطان مارد أي يقصد أنه متمرد وطاغي مطرود، وخارج عن طاعة الله، وعن أمره، وفي هذا المقال سنتطرق لمعرفة أنواع الجن المارد بالتفصيل.
ما هي أوصاف الشياطين؟
أنواع الجن المارد
قبل ذكر أنواع الجن المارد دعنا نخبرك أن لإبليس وأتباعه أوصافًا ثلاث وُصف بها في القرآن الكريم، وتتمثل في:
المارد
يعد الجن المارد كبير الشياطين، ويشير إلى الشياطين المكره ذوي الدهاء والخبث الشديد، وتطلق كلمة مارد على الشيطان لتشير إلى أنه بلغ أقصى قوة يمكن أن يصل إليها أحد من الجن
ورد هذا الوصف للشيطان في مواضع من القرآن، ففي قوله تعالى: “وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ [الصافات: ٧]. وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: ٣]. وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا” [النساء: ١١٧]، والمارد هو العاتي الشديد، ووصف المريد يطلق على شياطين الإنس والجن، ويعني تمردهم وعتيانهم وطغيانهم ومن يوصف بهذا الوصف، فهو المتمرد الخبيث الشريد.
أطلق هذا الوصف أيضًا على الشياطين لأنهم خارجون عن طاعة الله والامتثال لأمره، ففي الحديث: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن).
أما عن أنواع الجن المارد فهذا هو موضوع المقال وسنتحدث عنها بالتفصيل.
الوسواس الخناس
إنما وصفت الشياطين بصفة الوسواس الخناس، لأنهم يوسوسون بالشر للإنسان في كل حال، ويخنسوا عند ذكر العبد لربه، قال تعالى في وصف الشياطين: “مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ” [الناس:٤ – ٦].
الرجيم
قيل: الرجم الرمي بالحجارة، وقيل أيضًا الرجم أي اللعن، وعندما نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أي المرجوم أي الملعون أو المطرود، وقد يشير الرجيم إلى معنى المشؤوم المسبوب.
يدل ذلك على أن الله وصف الشيطان بالرجيم، لأنه مطرود من رحمة الله وذلك دلالة على عصيانه، وتمرده، وإغوائه لآدم وذريته، وقد قال تعالى عن إبليس بعد رفض السجود لآدم: “قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ” [الحجر: ٣٤]. وقال: “فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” [النحل: ٩٨].
وقال: “وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ” [التكوير: ٢٥]. قال تعالى في الشهب: “وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ” [الملك: ٥]، أي جعلناها مرامي لهم.
قوة الجن المارد
قبل الخوض في ذكر أنواع الجن المارد لا بد وأن تعرف أن القوة الجسدية للجن العادى تفوق الإنسان بمقدار 6 أضعاف، وقد حدد الخبراء قوة الجن بوحدة قياس تسمى داس، فقوة الجن العادي يساوي خمسة داس.
أما قوة العفريت تقدر بـ 50 داس بينما قوة المردة العاديين تساوي 5000 ، وأما الملوك والسلاطين منهم تقارب قوتهم 100 ألف داس.
ما أنواع الجن المارد؟
يصنف الجن إلى أصناف مختلفة وذلك طبقًا لخصائص متعددة، فهم يختلفون في قوتهم وقدراتهم، ويختلفون في دياناتهم، وعقائدهم، بالإضافة إلى اختلافهم حسب الأماكن والقبائل التي ينتسبون إليها، فنجد:
أنواع الجن المارد طبقًا لخلقتهم
يصنف الجن من حيث خلقتهم إلى ثلاثة أصناف، فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ روى جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الجن على ثلاثة: فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وثلث حيات وكلاب، وثلث يحلون ويظعنون).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(خلق الله الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف كبني آدم، عليهم الحساب والعقاب).
وطبقًا لقول رسول الله فالجن ثلاثة أنواع، وهي:
- صنف يشبه الحيات، والكلاب، وبقية الحيوانات
- صنف يطير في الهواء
- صنف منهم يترحل ويقيم مثل بني آدم
أصناف وأنواع الجن المارد تبعًا لقوتهم
أما طبقًا لقوتهم يصنفون كالتالى:
العفريت
كلمة عفريت تطلق على الجن ذو الدهاء والقوة والمكر الشديد، وذكرت كلمة عفريت في القرآن الكريم، فقال تعالى إخباراً عن جن سليمان عليه السلام: “قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ” [النمل: ٣٩].
تشير كلمة عفريت في هذه الآية على الدهاء، والقوة التي تجعل هذا العفريت قادرًا على إحضار عرش بلقيس من اليمن إلى أرض فلسطين، وبالتالي فالعفريت نوع من أنواع الجن المارد القوية
الخُبّل
وهو يطلق على الجن الذي يخبل الناس، فيقال رجل مخبول أي ممسوس من الجن.
الغُول
استكمالًا للحديث عن أنواع الجن المارد نجد الغول، ويطلق على هذا النوع ساحر الجن،
إذ يتشكلون في صور كثيرة، فمرة يتصورون في صور امرأة؛ سواء قبيحة أو جميلة ومرة يتصورون كالدواب،
وهم شديدين الخطورة، فإنهم يفعلون ذلك لتخويف الناس، وإضلالهم عن طريقهم، ثم يهلكونهم.
قال عليه الصلاة والسلام: (إذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان)
رواه أبو داود وأحمد والنسائي، يعني: إذا ضلوا وشبهت عليهم الغول الطريق أذَّنوا فستذهب الغيلان.
وقد أخرج الطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال: (كان لي نخل في سهوة لي،
فجعلت أراه ينقص منه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنك ستجد فيه غدا هرة فقل:
أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد وجدت فيه هرة فقلت:
أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحولت عجوزاً وقالت:
أذكرك الله لما تركتني فإني غير عائدة فتركتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ما فعل الرجل وأسره؟ فأخبرته خبرها فقال: كذبت، هي عائدة، فقل لها،
أجيبي رسول الله، فتحولت عجوزاً، فقالت:
أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني هذه المرة فإني غير عائدة، فتركتها ثم أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال لي كما قال لي، فقلت ذلك ثلاث مرات، فقال لي في الثالثة،
أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني حتى أعلمك شيئاً لا يسمعه شيطان فيدخل ذلك البيت، فقلت ما هو؟ فقالت:
آية الكرسي، لا يسمعها شيطان إلا ذهب، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت وإن كانت كذوباً)
أنواع الجن المارد طبقًا للقبائل والأماكن
إن الجن أقوام وقبائل مثلهم مثل الإنس، وذلك قد نراه في قوله تعالى إخباراً عن النفر الذين استمعوا للقرآن
من الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم ولوا إلى قومهم منذرين:
“يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ” [الأحقاف: ٣١].
وفي الحديث وفي رواية عن ابن مسعود في خبر الجن الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد،
أنه: قام إليه عليه السلام رجلان من الجن، فسألاه المتاع، فقال: ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكم؟ قالوا:
بلى، ولكننا أحببنا أن يشهد بعضنا معك الصلاة، فقال: ممن أنتما؟ قالا: نحن من أهل نصيبين، قال:
قد أفلح هذان وأفلح قومهما، فأمر لهما بالروث والعظام طعاماً ولحماً،
وهذا يدل على أن للجن أقوام مختلفة ينتسبون لها.
عند ذكر أنواع الجن المارد نجد أيضًا أنهم ينتسبون أيضًا إلى أماكن مختلفة، ففي حديث أبي هريرة
رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إدواة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال:
من هذا؟ فقال: أنا أبو هريرة، فقال: أبغني أحجاراً أستنفض بها، ولا تأتيني بعظم ولا بروثة،
فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت:
ما بال العظم والروثة؟ قال: “هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين -ونعم الجن-
فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعماً”.
إن هؤلاء كانوا ينتسبون إلى نصيبين، ويقال أنها مدينة بالشام، وجنها سادات الجن،
وتدل هذه الأحاديث على ثبوت أن للجن أوطانًا وأماكنًا يسكنون بها، فمنهم جن الجزيرة،
ومنهم جن نينوى، ومنهم جن نصيبين، ومنهم جن حران، إلى غير ذلك من الأوطان المتفرقة.
أصنافهم طبقًا للإيمان والكفر
ما أنواع الجن المارد من ناحية الإيمان والكفر؟
من المتعارف أن للجن أديان وملل مختلفة، فمنهم المؤمن، ومنهم الكافر،
والدليل في قوله تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) [الجن: ١١]
فمنهم الجن الكافر، والجن النصراني والجن اليهودي، والجن المسلم، والجن الصوفي،
والجن الدرزي، والجن المجوسي، فهم يتفرقون إلى طوائف مختلفة كالإنس.
وبذلك نكون قد تحدثنا بالتفصيل في هذه المقال عن أنواع الجن المارد
ولا ننسى أن مهما بلغت قوة الجن والشياطين، فإن كيدهم ضعيف كما ذكر الله تعالى في قوله:
“إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”.