طرق علاج الحسد بين الزوجين.. يتألم كثيرٌ من الناس برؤية الخير عند الغير، وتختلف قلوبهم وأحوالهم تجاههم، بل وقد يتمنّى البعض زوال النعمة عن غيره.
وقد يسعى إلى أن يكون سبباً في زوالها، فهذا هو الحسد، وهذا ما جيء في الاستعاذة منه في سورة الفلق: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)،[١]
الحسد خلق سيء، يضر بالأبدان، ويُفسد القلوب، ويؤدّي إلى الهموم والغموم، وربما إلى والخسران، فالبعد عنه راحة، والسلامة منه مغنم.[٢]
علاج الحسد والعين
وقد يقع الحسد بين الزوجين فيتضرّران منه، وقد شرع الإسلام طرقاً واضحة لعلاج الحسد والشفاء منه حال وقوعه، منها:
طرق علاج الحسد بين الزوجين الالتجاء إلى الله تعالى والدعاء لا يكون اتّقاء الحسد والضرّ إلا في اللجوء إليه -سبحانه-، والاستعانة به، والاستعاذة من شر الشيطان الرجيم، والاعتراف بفضله ونعمه -عزوجل-
والابتعاد عن الأسباب التي تأخذ بيد الإنسان إلى الحسد، فالله وحده المعطي والمانع، وهو وحده المقدر لكل خير وشر.[٣]
التحصين من الحسد والسحر
الإكثار من قراءة المعوذات وآية الكرسي من طرق علاج الحسد:
التمسّك بالأذكار والمداومة على قراءة القرآن الكريم، وتحديداً قراءة المعوذتين، وآية الكرسي، وسورة الفاتحة، واتّباع الهدي النبوي بالالتزام بالأذكار المحصّنة، والرقية، كرقية جبريل -عليه السلام- للنبي -صلى الله عليه وسلم-والتي وردت في كتب السنة الصحيحة.[٤]
علاج الحسد بالرقية الشرعية ما يُقال للتعوذ بالله -تعالى- من السوء أو الشر، و الرقية الشرعية مشروعة في الدين، بل وقد وردت الأحاديث علي الرقية الشرعية.
احاديث لعلاج الحسد
فعن أم سلمة -رضي الله عنها-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجد في بيتها جارية في وجهها سفعة؛ وهي بقعة ظاهرة في الوجه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَرْقُوا لَها؛ فإنَّ بها النَّظْرَةَ).[٥][٦]
فما ثبت وصحّ عن النبي من الرقية الشرعية هي المقصودة هنا، فيشترط أن تكون من كتاب الله -تعالى-، أو بأسمائه وصفاته -جل وعلا-، وأن يعتقد المسلم أنها فقط سبب من أسباب العلاج، فالله وحده الشافي المعافي.[٦]
أخذ شيء من أثر الحاسد واغتسال المحسود به يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا)،[٧]
ففي الحديث النبوي:
علاج الحسد فيقوم بالتبريك على المعين؛ أي المحسود، بأن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، أو يدعو له بالبركة.[٨]
طرق علاج الحسد بين الزوجين
المحسود بماء فيغسل الحاسد به وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف قدميه، وما يلي ثوبه من وركيه، ثم يُصَبُّ ذلك الماء على المحسود من الخلف من بداية رأسه وعلى ظهره مرة واحدة، ثم يقلب الوعاء من خلفه على الأرض.[٨]
طرق الوقاية من الحسد بين الزوجين إن المسلم إذا استحضر معيّة الله في قلبه، والتزم بأوراده وأذكاره، كان حفظ الله -تعالى- له، بل وتكفّل الله بحمايته من كل سوء، ولا يضرّه شيء بإذن الله -تعالى-.[٩]
ومن طرق الوقاية من الحسد، وتجنب حدوثه، الأخذ بالأسباب الآتية: تحصين النفس بالأذكار والرقى الشرعية إنّ تحصين النفس بالأذكار مما يقي الإنسان الضرّ والمكروه والحسد، بالإضافة إلى أهمية لزوم قول:
“ما شاء الله لا قوة إلا بالله” إذا رأى الإنسان ما يعجبه، أو أن يقول: “اللهم بارك له فيه، ولا تضره به”، فيعوّد لسانه على ذكر الله.[١٠]
يقول -سبحانه-:
(وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا)،[١١]
حتى أن أهل العلم قالوا: من أعجبه شيء في ماله، أو أهله، أو نفسه، قال ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ ليحفظ النعمة من الزوال، ويكثّرها بشكر الله عليها، وهذا ما دلت عليه الآية الكريمة.[١٠]
اسباب الحسد وطرق الوقاية منه
العمل على قضاء الحوائج بالكتمان إنّ من باب الأخذ بالأسباب، والحذر من الحسد أو العين، اجتناب الحاسد، وإبعاده عن الأمور المهمة، فلا يحدّثه الشخص عن ماله،ولا تجارته، ولا زرعه، ولا أهله، ولا أولاده، ويتّقي سؤاله إذا انتابه الفضول، فإن الحسد لا حد له.[١٢]
فقد يحسد المرء على أصغر الأمور كما يحسده على أكبرها، وبعضهم يحسد المرء على علاقاته، فتنشأ الخلافات،وتصير الفرقة،[١٢]
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (استَعينوا على إنجاحِ الحوائِجِ بالكِتمانِ؛فإنَّ كلَّ ذي نعمةٍ محسودٌ).[١٣]
تحصين النفس بالصلاة والوضوء والقرب من الله اللجوء إلى الله -عزوجل- والتحصن به، والتوكل عليه، ولزوم التقوى في ما أمر وفيما نهى، جميعها من أسباب الاستعانة به على الوقاية مما لا يطيقه الإنسان من الأذى، ومن شرور الخلق .
كما أن التقرب له -سبحانه-؛ يكون بالإخلاص له، والانشغال بعبادته من صلاة، وصدقة، وإحسان، وهذا خير من الانشغال بخواطر النفس ومخاوفها.[١٤] يقين المسلم بأن الضرر أو الحسد لا يقع إلا بإذن الله إنّ من أهم أسباب الوقاية من الحسد ث
الثقة التامة واليقين الخالص بأن الله -سبحانه- هو النافع الضار، ولا يمكن لأحد أن ينفعنا أو يضرنا إلا بمشيئته -سبحانه-،
وهذا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرشد إليه: (واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك)،[١٥]
سر جلب الحبيب في وقت قصير
فالعصمة من الله وحده، ورد الحسد وشره منه وحده.[١٦]
ملخص المقال: الحسد خلق ذميم، يمحق الخير، ويكثر من الشحناء والبغضاء بين الناس؛ لذلك جاء الهدي الرباني والهدي النبوي موافقاً لطبيعة النفس البشرية بذمه وكرهه، ومؤكداً على ضرورة حفظ المرء لنفسه وأهله من هذا الشر.
فجعل الله -سبحانه- طرقاً للوقاية منه، من باب الحرص على الأخذ بالأسباب، وحسن التوكل عليه، كما أن الشريعة الإسلامية لم تغفل عن إيجاد طرق العلاج في حال وقوعه، بالإضافة إلى أهمية اليقين الدائم أن الله وحده مالك الملك والمتصرف في هذا الكون.