أعراض العين المتراكمة والحسد
أعراض العين المتراكمة والحسد
أعراض العين المتراكمة والحسد يختلط على البعض أعراض العين المتراكمة والحسد، إذ يظن الناس أن العين والحسد شيء واحد، ولكن على الرغم من الاتفاق في الضرر الناتج إلا أن لكل منهما معنى ومرجعًا محددًا يرتبط بالحاسد أو العائن.
فما الفرق بينهما؟ وكيف يمكن التخلص من العين أو التحصين منها؟
هذا ما نوضحه من خلال المقال.
ما الفرق بين العين والحسد؟
يظن البعض للوهلة الأولى أن العين والحسد ينتجان من سبب واحد، وأنهما صِفتان لا فرق بينهما، ولكن أوضحت آيات الله عز وجل وأحاديث النبي أن هناك فرقًا بين الحسد والعين في النية والنفس الفاعلة، وتكمن الفروقات في الآتي:
أعراض العين المتراكمة والحسد
الحسد
الحسد هو تمني امتلاك الشيء مع تمني زواله من صاحبه، وليس بالضرورة رؤية الشيء المُستحسن، فيمكن وقوع فِعل الحسد عن طريق رؤية الشيء أو بدون رؤيته.
إذ يخرج الحسد من نفس خبيثة، شريرة، مُسلمة كانت أم غير ذلك، فاقترن دائماً بالذم لما يُحدثه من ضرر على المحسود.
فنجد الله عز وجل ذكر الحسد في كتابه الكريم مقروناً بالشر، فقال تعالى: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”.
وقال ابن منظور: الحسد معروف، وحسده أي تمني أن تتحول إليه نعمته وفضيلته أو يسلبهما هو. أما الجوهري فقال: “الحسد أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك”.
العين
تُعرف العين بأنها وقوع الحسد، ولكن بدون حقد، ويمكن أن تخرج من شخص صالح ليست نفسه خبيثة، وعندها يسمى عائن لا حاسد.
ويكون السبب وراء العين هو الإعجاب واستحسان الشيء. إذ يُمكن للعائن أن يُعجب بجماد أو نبات أو حيوان، أو حتى يستحسن صفة في نفسه من غير مباركته، فيصيبه ضرر.
وثبت في السنة جواز وقوع العين من غير زوال النعمة. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم تأثيرها وأكد حدوثها، إذ أمرنا بالدعاء والتبارك عند رؤية المرء ما يسر عينه، فيحمى الشيء من أي أذي غير مقصود.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العين حق”. أخرجه البخاري ومسلم.
وعن أسماء بنت عميس أنها قالت: “يا رسول الله إِن بَنِى جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ العَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَهُ العَيْنُ” رواه أحمد والترمذي.
ولكن ما معنى تراكم العين، وما أعراض العين المتراكمة؟
ما هي العين المتراكمة؟
يرجح إن العين المتراكمة هي النظر إلى نفس الشيء واستحسانه عدة مرات، فربما يؤدي هذا إلى وقوع شر أو أذي، أو أن العائن يتحول إلى الحاسد، ويولد بداخله الحقد المذموم تجاه المحسود.
وعلى الرغم أن العين حق، وتصيب الأشياء فتتلفها، إلا أنها لا تفسدها إلا بإذن الله تعالى، فكل شيء بيده.
ووصف العَالم الجليل ابن القيم رحمه الله العين قائلاً: “هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفاً لا وقاية عليه أثرت فيه، ولا بد وإن صادفته حذراً شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه، وربما ردت السهام على صاحبها”.
أي أن الإنسان لا ينجو من العين سواء كانت متراكمة أو غيرها إلا بالتحصن بكلمات الله وأذكاره. ولكن ما هي أعراض العين المتراكمة، وكيف يعلم المرء أنه مصاب بالعين أو الحسد؟
10 أعراض تدل على العين المتراكمة
تظهر أعراض العين المتراكمة أحيانا بشكل واضح في البيت أو يصاب بها الشخص في جسده أو نفسه، وفي بعض الأوقات تكون مندثرة لا ينتبه لها البعض.
أما عن العلامات التي تدل على وجود العين فمن أبرزها:
1- علامات الجسد
يعد ظهور بعض البقع حمراء اللون على الجلد بدون أي سبب عضوي أو مرض وراثي من ضمن أعراض العين المتراكمة.
كذلك الإصابة بالدمل، وهو بكتيريا تتكاثر تحت الجلد وتسبب الالتهابات والحكة المستمرة، والذي لا ينفع معه دواء يحتمل أن يكون أثر للعين أو الحسد.
2- الأمراض العضوية
يشعر المرء أحيانًًا بآلام في المفاصل وأسفل الظهر مصحوبة بتنميل في الأكتاف، وربما أغلب الظن أنه بسبب مرض مثل: الخشونة أو التواء. ولكن في حالة كان الأمر مفاجئاً كما أنه متقطع، ولا يخضع لأدوية، فيكون السبب هو العين على الأرجح.
كذلك التجشؤ المستمر، و كثرة التعرق والتبول المتواصل دون الشعور بألم في المعدة أو سبب طبي واضح يندرج ضمن أعراض العين المتراكمة.
3- ضعف الشهية
تتعدد أسباب مرض ضعف الشهية بين الأنيميا والضعف أو الإصابة بالأنفلونزا، ولكن إذ اختفت الأسباب، وتعرض الشخص إلى الحرارة والبرودة في الأطراف مع عدم وجود استجابة نهائية لعلاج الأطباء، فيمكن تفسير هذا على أنه من أعراض العين المتراكمة.
4- ضيق الصدر
الشعور الداخلي بعدم الحب من الآخرين، أو الإحساس بعدم وفاء وإخلاص الأقارب مع خفقان القلب بسرعة، يمكن أن يكون عين حاسدة.
أعراض العين المتراكمة والحسد
5- الصداع
الصداع عرض شائع ومنتشر ويمكن أن يكون بسبب الإرهاق، ولكن ماذا إذا كان صداع مزمن، لا تذهب آلامه بالدواء، وينتقل من منطقة إلى أخرى في الجسد.
إلى جانب أنه يسبب الشعور بثقل دائم عند مؤخرة الرأس، عندها يكون من أعراض العين المتراكمة عافانا الله وإياكم.
6- التثاؤب والتنهد
ليس التثاؤب والتنهد في مواضعهما الطبيعية بالأمر الغريب، ولكن في حالة كان الأمر مفاجئًا وأصبحت أفعال مستمرة دون توقف وليس لها سبب طبي، فعلى المرء الاستعانة بمتخصصين أو قراءة الرقية الشرعية.
7– الأرق والنوم بكثرة
إذ كان الأرق مصحوبا بالميل إلى النوم بكثرة شديدة مع عدم تذكر الأمر، والإحساس الدائم بالكسل و اللامبالاة، يمكن أن يكون هذا أحد أعراض العين المتراكمة في جسد الإنسان.
8– التحديات النفسية
الخوف، القلق، الغضب، والعصبية المفرطة، جميعها تحديات نفسية تصيب المرء بين تارة وأخرى. فتعد تلك التحديات من أعراض العين المتراكمة ووجب علاجها بالقرآن والرقية إذا أصيب المرء بالعصبية وهو بالعادة هادئ، أو أصبح يخاف من كل شيء وفي الطبيعي هو غير ذلك.
ومن المهم قبل قول عين وحسد أن يأخذ المرء بالأسباب ويزور الطبيب للمعرفة والاستفادة.
9– العزلة
ينعزل البعض لكي يعودوا أقوياء أو لأنهم يشعرون بالحزن،
ولكن في حالة العزلة المصحوبة بشحوب الوجه، فهذا ليس بالأمر العادي إذا لم يداوي عند الأطباء.
كذلك النفور المستمر والمفاجئ من الأهل والبيت بالأخص أوقات المذاكرة أو التجمعات عموما، وعدم الرغبة في الذهاب إلى العمل، والتصدي عن تلقي العلم أو تحصيله، كلها أمور تدل على العين المتراكمة في حياة الشخص، وعليه أن يستعين بالله والذهاب إلى متخصصين لمساعدته.
10- التقلبات المزاجية
يمر الإنسان أحياناً بفترات في حياته لا يحتمل فيها أمرًا
ولا يقبل فيها ردًا، وهذا أمر طبيعي.
ولكن إذا ما تحولت ردود أفعال الشخص إلى الغضب والمزاج
المتقلب لأسباب لا تذكر، أو شَعر بالحزن والقلق ثم النسيان
المستمر خصوصاً في سن مبكر مصحوبة تلك الأعراض بحُبه
للانطواء والانعزال، فيتحول الأمر إلى كونها إحدى أعراض
العين المتراكمة التي أصابت الشخص في مواضع عِدة.
لهذه وجب على الإنسان إذا رأى ما يسره ويعجبه أن يبرك
كما علمنا رسول الله، فتلك العلامات أو بعضها قد تكون موجودة
حسب قوة العين، ويتم التأكد منها وعلاجها عن طريق الاستعانة
بمتخصصين وعلماء في القرآن والسنة، فهي أمورًا لا تحتمل الأقاويل دون عِلم.
أعراض العين المتراكمة والحسد
أعراض المس العاشق أثناء الرقية
علاج العين المتراكمة بالرقية
اشتهر علاج أعراض العين المتراكمة والحسد بالقرآن، فهو أمر معروف ومضمون بإذن الله لقوله تعالى في سورة الإسراء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).
وطريقة التداوي من كلا من العين والحسد بالرقية الشرعية تكون كالآتي:
- قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة من قوله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون … ) إلى نهاية السورة.
- التحصن بالأذكار وسورة الإخلاص، والمعوذتين.
- قراءة بعض الأدعية النبوية، كقوله صلى الله عليه وسلم: “أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة”.
- قراءة “بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك” مباشرة على المريض .
وورد عن أبى داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعينْ”.
وقال الزهري في هذا: «يؤتى الرجل العائن بقدح، فيدخل كفه فيه فيمضمض، ثم يمجه في القدح، ثم يغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى، فيصب على مرفقه الأيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى، ثم يدخل يده فيصب على قدمه اليسرى، ثم يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة إزاره، ولا يوضع القدح في الأرض، ثم يصب على رأس الرجل الذي أصيب بالعين من خلفه صبة واحدة». والله أعلى وأعلم.
بدع مشهورة عن علاج العين المتراكمة
كثرت البدع لعلاج أعراض العين المتراكمة والحسد، إذ نأتي على ذكرها حتى يتجنبها المؤمنين الصالحين ولا يقع في شِركهَا أحدًا ومنها:
- الاستعانة ببعض العرافين والدجالين ممن لا يطبقون كلام الله أو سنة نبيه.
- الاعتماد على أفعال مشهورة مثل رش الماء أو الملح عند الخوف من الحسد أو العين، وهذا غير صحيح إذ لم يذكر فيه حديث أو آية بل هي بدع.
فوجب في حالة التيقن أو الشك في وجود أعراض العين المتراكمة والحسد، أن يستعين الشخص بأولي العلم والمعرفة من القرآن والسنة، فهم متخصصون في هذه الأمور.
وأخيرًا، وردت الإصابة بالعين والحسد في كثير من أحاديث الرسول ومواقف أهل العلم في كل زمان ومكان، ولهذا أمرنا الرسول الكريم بالتحصين.
ومع كثرة أعراض العين المتراكمة مع اختلاطها بالحسد، فوجب على الشخص المصاب بعين أو حسد أن يستعين بمتخصصين في علاجه، وتحصين نفسه وأهله دائماً بالأذكار، وكلمات الله عز وجل.